ذكري مولد الهدي
--------------------------------------------------------------------------------
ذكرى مولد سيد الخلق على الاطلاق محمد صلىالله عليه وسلم
ذكرى مولد سيد الخلق على الاطلاق محمد صلىالله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد ولد آدم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
بمناسبة أول الربيعين من ميلاد خير البرية نبينا سيدنا محمد ، الذى قال الله تعالى له( وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما ) وقد فضله الله تعالى على جميع الخلق لأنه ساد الكل بالصفات العلية والأخلاق السنية : روى الترمذى : عن أبى سعيد الخدرى : رضى الله عنه _ انه صلى الله عليه وسلم _ قال : أنا سيد ولد أدم يوم القيامة ولا فخر ، وبيدى لواء الحمد ول افخر ، وما من نبى يومئذ : آدم فمن سواه إلا تحت لوائى ، وأنا أول من تشق عنه الأرض ولا فخر)
وسيادته :صلى الله عليه وسلم لولد آدم يوم القيامة ، حيث الكل مجموعون _ يدل على سيادته فى الدنيا عليهم / فهو : عليه الصلاة والسلام _ أفضل من كل ما فى الدارين ؛ بأوصافه وأخلاقه وشريف مناقبه ، المترتب عليه رفع الدرجات ، وعظيم مراتبه ، ولما كان من ذكر مناقب نفسه أنما يذكرها _ أراد النبى : صلى الله عليه وسلم :أن يقطع وهم من يتوهم :من الجهلة انه ذكر ذلك افتخارا، فقال : ولا فخر ، وقوله صلى الله عليه وسلم : وما من نبى يومئذ ، أى يوم القيامة: أدم فمن سواه إلا تحت لوائى _ يفيد علو مرتبته على أدم ، وغيره ، وما ذلك العلو إلا بالمناقب ، والمراتب ، التى اختص به صلى الله عليه وسلم (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، ) لم ينقل أنه (تعالى) أخبر أحدا من أنبيائه بمثل ذلك ، بل الظاهر أنه _ لم يخبرهم : لا أن كل واحد منهم إذا طلب منه قومه _ الشفا عه فى الموقف العظيم _ ذكر خطيئته وقال نفسى ، نفسى ولو علم كل واحد منهم بغفران خطيئته _ لم يؤجل منها فى هذا المقام وقد صح الحديث بأنه _ إذا استشفعت الخلائق بنبينا صلى الله عليه وسلم ،فى ذلك المقام_ قال : أنا لها ، وروى الدارمى : عن جابر : رضى الله عنه _ أن رسول: صلى الله عليه وسلم_ قال ( أنا قائد المرسلين ولا فخر ، وأنا خاتم النبيين ، ولا فخر ، وأنا أول شافع . و مشفع ، ولا فخر )
ومن وجوه تفضيله صلى الله عليه وسلم إيثاره على نفسه بدعوته ، إذ جعل الله لكل نبى دعوة مستجابة وكل منهم ، تعجل دعوته فى الدنيا واحتفظ نبينا صلى الله عليه وسلم دعوته شفاعة لأمته ، وذلك من دلائل رحمته صلى الله عليه وسلم وقد قال تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وروى الحاكم عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما أنا رحمة مهداة ) وقد أقسم الله تعالى بحياته صلى الله عليه وسلم قال جل شأنه ( لعمرك أنهم لفى سكرتهم يعمهون ) أى وحياتك يا محمد أنهم لفى غوايتهم ، التى أزالت عقولهم يتحيرون والأقسام بحياته صلى الله عليه وسلم يدل على شرف حياته وعزتها عند المقسم بها ، وأن حياته صلى الله عليه وسلم لجديرة أن يقسم بها : لما كان فيها من البركة العامة والخاصة ولم يثبت هذا لغيره ومن شواهد تفضيله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى وقره فى ندائه فناداه بأحب أسمائه وأسنى وصافه صلى الله عليه وسلم فقال ( يا أيها المزمل ، يا أيها المدثر،يا أيها النبى ، يا أيها الرسول ) وهذه الخصيصة لم تثبت لغيره بل كل من الأنبياء والرسل سواه ، نودى باسمه فى القرآن الكريم قال تعالى ( يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة ، يا نوح اهبط بسلام ، يا داود إنا جعلناك خليفة فى الأرض ، يا موسى إنى اصطفيتك ، يا عيسى بن مريم أذكر نعمتى عليك ، يا يحيى خذ الكتاب بقوة ) وليس بخاف على أحد أن السيد إذا دعا أحد عبيده بأفضل ما وجد فيهم من الأوصاف السنية والأخلاق العلية ودعا الآخرين بأسمائهم الأعلام دل ذلك على أن منزلة من دعاه بأفضل الأسماء والأوصاف أعز عليه وأقرب إليه ومن شواهد تفضيله وآيات فضله صلى الله عليه وسلم الخالدة أن معجزة كل نبى انقضت ومعجزته صلى الله عليه وسلم وهى القرآن العظيم باقية إلى يوم الدين ( وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزل من حكيم حميد) ومن شواهد تفضيله صلى الله عليه وسلم تسليم الحجر عليه وحنين الجزع إليه صلى الله عليه وسلم ولم يثبت لواحد من الأنبياء مثل ذلك .
روى البزار وأبو نعيم عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لما أوحى الله تعالى إلى – جعلت لا أمر بحجر ولا شجر إلا قال : السلام عليك يا رسول الله ) وروى البخارى عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال ( كان جزع يقوم إليه النبى صلى الله عليه وسلم فلما وضع له المنبر سمعنا للجذع صوتا مثل أصوات العشار ، حتى نزل النبى صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليه ، فسكت ) ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم ما هو أظهر فى الإعجاز من معجزات غيره كتفجر الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم فإنه – أبلغ فى خرق العادة من تفجره من الحجر : لأن جنس الأحجار مما يتفجر منه الماء فكانت معجزته صلى الله عليه وسلم بانفجار الماء من بين أصابعه ،أبلغ من انفجار الحجر لموسى عليه السلام ومن شواهد تفضيله صلى الله عليه وسلم أن عيسى عليه السلام أبرأ الأكمه الذى ولد أعمى مع بقاء عينه فى مقرها ورسول الله صلى الله عليه وسلم رد العين بعد أن سالت على الخد ففيه معجزة من وجهين احدهما التئامها بعد سيلانها والآخر رد البصر إليها بعد فقده منها : روى بن عدى وأبو يعلى والبيهقى من طريق عاصم بن عمروا بن قتاده عن جده قتاده بن النعمان . أنه أصيبت عينه بوم بدر فسالت حدقته على وجنته فأرادو أن يقطعوها فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لا ، فدعا به, فغمر حدقته براحته ، فكان لا يدرى أى عينيه أصيبت .ومن شواهد تفضيله أنه من أحياهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالإيمان أكثر عددا مما أحياهم عيسى عليه السلام : بحياة الأبدان وشتان بين الحياة بالإيمان ، والإنقاذ من الكفر وبين حياة الأبدان ومن شواهد تفضيله صلى الله عليه وسلم على كل من سواه من الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام يكتب لكل نبى ورسول من الأجر بقدر أقوال أمته وأعمالها وأحوالها وأمته صلى الله عليه وسلم شطر أهل الجنة وقد أخبر الله تعالى أنهم خير امة أخرجت للناس صلى الله عليه وسلم ومن وجوه تفضيله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل أرسل كل نبى إلى قومه خاصة وأرسل نبينا صلى الله عليه وسلم إلى الجن والإنس فلكا نبى من الأنبياء ثواب تبليغه إلى أمته ولنبينا صلى الله عليه وسلم ثواب التبليغ إلى كل من أرسل إليه ولذلك أمتن الله تعالى عليه صلى الله عليه وسلم فقال (ولو شئنا لبعثنا فى كل قرية نذير) وعن جابر رضى الله عنه انه صلى الله عليه وسلم قال أن الله بعثنى بتمام مكارم الأخلاق ، وكمال محاسن الأفعال وقال الإمام تقى الدين السبكى فى كتابه التعظيم والمنة فى تفسير قوله تعالى ( لتؤمنن به ولتنصرنه )فى هذه الآية من التنويه بالنبى صلى الله عليه وسلم وتعظيم قدره مالا يخفى ، وفيها مع ذلك أنه على تقدير مجيئه فى زمانهم يكون مرسلا إليهم فتكون نبوته ورسالته عامه لجميع الخلق من زمن آدم إلى يوم القيامة وتكون الأنبياء وأممهم كلهم من أمته ويكون قوله صلى الله عليه وسلم وقد رواه بن سعد (بعثت إلى الناس كافة ) ليختص به الناس من زمانه إلى يوم القيامة بل يتناول من قبلهم أيضا وقال الإمام القسطلانى فى المواهب اللدنية قال على بن أبى طالب رضى الله عنه وكرم الله وجهه ( لم يبعث الله نبى من آدم فمن بعده إلا أخذ عليه العهد : فى محمد صلى الله عليه وسلم لئن بعث وهو حى ليؤمنن به ولينصرنه ويأخذ العهد بذلك على قومه ) وفى قوله تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أقررتم وأخذتم على ذلكم إصرى قالوا أقررنا قال فأشهدوا وأنا معكم من الشاهدين )قال الإمام بن كثر فى تفسيره يخبر تعالى انه- أخذ ميثاق كل نبى بعثه من لدن آدم : عليه السلام إلى عيسى : عليه السلام: لمهما آنى الله أحدهم من كتاب وحكمة وبلغ أى مبلغ ، ثم جاء رسول من بعده ليؤمنن به ولينصرنه قال بن عباس ومجاهد والربيع بن أنس وقتاده والسدى : يعنى عهدى ، ثم قال المفسر بن كثير : وقال محمد بن إسحاق إصرى ) أى ثقل ما حملتم من عهدى ، أى ميثاقى الشديد المؤكد (قالوا أقررنا قال فأشهدوا وأنا معكم من الشاهدين )
وفى مدحه صلى الله عليه وسلم قال الإمام البوصيرى
أصغ لذكر خيار العرب والعجم **** لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
وازكوا بطيب صبا نجد وكاظمة **** وأطرب بآيات إرهاص وبالشيم
من نور قدس ألهى صاغ أحمدنا *****ربى ونباه فى سابق القدم
من نوره خلق الأكوان فاقتبست ****** علوها وكذا السفلى بالعمم
من أنبياء اله الخلق قد أخذت ****** تلك العهود وميثاق من الأمم
أو يؤمنوا بصفي الله منتصرا ****** كل ويتبع شرعا جاء بالحكم
آياته نزلت فى كتب خالقنا ****** قد آمنت سعداء والشقي عمى
اثني عليه عظيم جل إذ عجزت **** عن مدحه خير خلق الله كلهم
للعالمين آتى عاد لينذرها ***** قد بشر المؤمنون الكل بالنعم
منقووووووووووول