مأساتنا في أرزاقنا والحل في ديننا

إلى جانب فساد الأفكار وتسممها وانهيار الأخلاق وتدهورها حلت بالأمة الإسلامية مصائب أفسدت اقتصادها وزادت من ضعفها وذبولها؛ فعندما يكون الكسب من مصادر غير شرعية لابد أن تكون النتائج كارثية في الدنيا والآخرة، وحال الفرد كحال الجماعة في هذا الجانب
فالاعتماد على الربا مثلاً في كسب الأرزاق يعد إعلان حرب من الله ورسوله: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279)] [البقرة]. وما الخسران والوبال إلا على من يحارب الله ورسوله
ومن شدة ضعف المسلمين عميت أبصارهم عن مصادر أرزاقهم الحلال وعجزوا عن دفع مصادر الكسب المدمرة؛ فطغت عليهم وسيطرت على مقدراتهم وعشعشت في أذهانهم، فلم يروا إلا ما يراه الآخرون.
ومن أسوأ ما حل باقتصاد المسلمين هو الاعتماد على أبشع نظام اقتصادي عرفته البشرية إلى الآن، ألا وهو النظام الرأسمالي الغربي الذي يستند إلى الربا في المقام الأول ثم الأنانية والجشع.
وقد ظهرت كثير من كوارث هذا النظام على الاقتصاد العالمي بسبب الاستغلال الرأسمالي لثروات الشعوب، والاحتكار والجشع.. وقد أسهمت المؤسسات الرأسمالية – كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي – في نشر الفقر في أرجاء العالم، وقد أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) – في سبتمبر 2008م- أن عدد الجائعين بشكل مزمن في العالم قد انتقل من 848 مليون شخصاً في الفترة الممتدة بين العامين 2003م و2005م إلى 923 مليون شخص في نهاية العام 2007م
وآخر أزمات الرأسمالية وأكبرها ما حدث منذ عامين، وعرفت باسم (الأزمة المالية العلمية)، حيث انكشفت عورات الرأسمالية في صحراء الطمع والجشع فلا ورقة توت تسترها.. وكانت المؤسسات المالية الأمريكية الربوية مصدر هذه الأزمة..وكان نصيب العالم الإسلامي من هذه الكوارث كبيراً؛ نتيجة انغماسه في بركة الرأسمالية الآسن ماؤها.
ومن هذا الباب أردنا أن ندخل في مأساة أخرى من مآسي المسلمين؛ لننظر ما حل بالمسلمين والعالم أجمع وما الأسباب، ثم ننظر في الحلول الإسلامية المنقذة ليس للمسلمين فقط بل وللعالم أجمع .
شاركونا فى ايجاد الحلول
احبتى فى الله
منقولا

لي عوده للمشاركه
يعطيك العافيه على المشاركه
احترااامي